1- العهد القديم
تعود أحداث هذه الحكاية إلى زمن قديم وعتيق، وفى الحقيقة لم يكن من السهل كتابة هذه القصة أو معرفة ما حدث بالفعل؟ فلا يوجد اليوم فى البحيرة من الحيوانات من عاش أحداث هذه الحكاية ولا زال حيا ليرويها فيما عدى كائن واحد فقط! ولكنه منذ زمن بعيد فضل الصمت ولم تسمع الحيوانات صوته منذ سنين بعيدة مضت.
أما باقى حيوانات البحيرة، فلقد كانت هى سبب معاناتى فى جمع أحداث هذه الحكاية، فلم أجد أى فصيلة من الحيوانات تتفق فى روايتها للحكاية - ولكل منها حكايتها الخاصة وأحداثها بل وحتى الأبطال يختلف بعضهم من فصيلة لأخرى وإن كانت جميع الحكايات تحمل نفس الاسم "حكاية الغابة العتيقة"! فالطيور مثلا تحكى الحكاية بشكل مختلف تماما عن التماسيح وحتى داخل نفس الفصيلة الواحدة تختلف نهايات أحداث الحكاية بين العائلات والأسر.
ولقد أخبرنى أحد فئران البحيرة، بأن صغار الحيوانات إذا ما تاهت وضلت طريقها و لم يستدل من الصغير الضائع عن عش أو جحر عائلته، حيث أن وصف التضاريس والأماكن ليس من الأمور اليسيرة على كبار الحيوانات فكيف الأمر بصغارها؟- ولذلك كانت الحيوانات التى تعثر على الصغير الضال تسئله عن حكاية الغابة العتيقة و كيف كانت أمه ترويها له؟ ومن خلال سرد الصغير لها وبشكل خاص الجزء المتعلق بنهايتها يمكن التعرف على عائلة الصغير الضال وإعادته لأسرته، فصغار الحيوانات كلهم يحفظون مثل هذه الحكايات بشكل جيد وبخاصة حكاية الغابة العتيقة التى تعتبر حكاية ما قبل النوم لجميع صغار البحيرة.
فى البداية عندما فكرت فى كتابة هذه الحكاية أردت أن أجمع كل نسخها من كافة حيوانات البحيرة ولكن ربما لو كنت مشيت فى هذا الطريق كنت سأنتهى إلى كتاب ضخم يحتوى عل حكاية واحدة تختلف تفاصيلها فى كل مرة.ولكن فى النهاية وجدت أنه لا بأس من اختيار رواية فصيلة واحدة من حيوانات البحيرة وعرض الحكاية كما ترويها الأمهات لأطفال تلك الفصيلة بعينها. وعنده لم أتردد فى إختيار " الشيطان الأبيض" أو "بومة الليل البيضاء" لأنقل الحكاية عن روايتها، فأفضل حكايات ما قبل النوم على الإطلاق هى تلك التى تحكيها بومة لا تمل السهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق