الأحد، 17 يونيو 2012

جكاية الغيلان الثلاثة(2)





1-   السيد "بيـ نون"



فى تلك الفترة عاش خنفس صغير يدعى السيد"بيـ نون" (Mr. Bin-non)، كان السيد"بيـ نون" يسكن غابة جذور شجرة الجوزاء وبالتحديد داخل منزل صغير صنعه لنفسه عبارة عن ورقة توت قديمة ويابسة،  كان يضعها مثل باب المنزل ويسندها إلى جوار جزر شجرة الجوزاء.



والحقيقه أن منزل السيد"بيـ نون" لم يكن فيه أى حجرات أو أثاث كان فقط عبارة عن باب يغلقه خلفه و يقضى ليلته و هو يقف بين الباب و حائط الجذر، ومع ذلك كان بالفعل منزلا غريبا لا يفوقه غرابة سوى السيد"بيـ نون" نفسه، فهو لم يفتقد شيئا فى منزله العجيب سوى عين سحرية للباب ومقبض!



كان السيد "بيـ نون" يرى أن أهم ما يلزم المنزل هو باب المنزل، لا يهم كم يكون جحر الحيوان عميق أو متسع أو متوارى عن الأنظار فطالما لم يكن له باب فلن يكون منزلا حقيقيا.



طلب السيد "بيـ نون" من يرقه صغيرة أن تقضم فتحة فى منتصف باب منزله "ورقة التوت" ليصنع بها تلك العين السحرية التى طالما أرادها لباب منزله، وبالفعل فرغت اليرقة ثقبا دائريا فى منتصف ورقة التوت يشبه العين إلى حد كبير لكنها لم تكن سحرية، فلقد كانت الحيوانات التى لا يرغب السيد "بيـ نون" فى زيارتها لمنزله -(أو أمام منزله- حيث كان يفضل الخنفس استقبال ضيوفه بالخارج بحجة أن المكان بالداخل لا يكفى سوى لشخص واحد)- كانت كل تلك الحيوانات تراه و تعلم أنه موجود، فلقد قضمت اليرقه فتحة كبيرة كانت تظهر من خلفها السيد "بيـ نون" بوضوح!



ربما كان السيد "بيـ نون" مجنون كما تقول عنه الحيوانات وكنه لم يكن أحمقًا، ولذلك طلب السيد "بيـ نون" من عنكبوته صغيرة أن تنسج خيوطها داخل فتحة باب منزله،  و بعد أن فعلت صار السيد "بيـ نون" يستطيع  رؤية الضيوف غير المرغوب فيهم من خلال عين بابه التى أصبحت الآن سحرية بحق؛ يرى من فى داخل المنزل من يقف خارجة و تظل الحيوانات بالخارج تنتظر فى حيرة تطرق علىباب منزل السيد "بيـ نون" دون أن تتلقى استجابه وبعد أن يفتك بها مكلل الانتظار تعود أدراجها دون أن تعلم أن السيد "بيـ نون" قد رآها من حيث لم تراه ولزم منزله فى صمت مدعيا عدم وجوده.


قد يظن البعض أن السيد "بيـ نون" هو خنفس منعزل غير ودود يحب الابتعاد عن باقى الحيوانات ولكن الحقيقع عكس ذلك تماما.. .. نعم .. بالفعل الخنافس حشرات إنطوائية- انعزالية- خاصة تلك ذات الدروع السوداء و البنية، فعندما تقابل حشره أحد الخنافس و حيّته فإما أن يلقى عليها الخنفس نظرة احتقار أو اشمئزاز وبالطبع لا يرد عليها التحيّة- أو أن يزيد فينقلب على ظهره مدعيا الموت.. نعم كل الخنافس يجمعها هذا الطبع ولكن ليس السيد "بيـ نون" فهو حشرة ودودة وإجتماعية، محبوب من الجميع وله أصدقاء من كل أجناس التى تستطيع رؤيته! - فـ"بيـ نون" خنفس صغير فى حجم عقلة اصبع طفل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق